سوف نكشف حقيقة قصة انتشرت على الفيسبوك ومواقع الإنترنت مؤخراً تقول القصة أن بطلها هو شاب فلسطيني، فدعونا نتعرف على القصة في البداية ثم نمر إلى البحث والتحليل والتفتيش عن مدى صدق القصة وصحتها، فما سنحكيه في هذه القصة اعتمدنا فيه على منشورات تم نشرها مؤخراً بمواقع التواصل الإجتماعي.
في أغرب القصص قصة الطالب الفلسطيني في الهند تلك التي حدثت عام 1984، شاب طالب فلسطيني طموح يُدعى خليل أنهى مرحلته الثانوية وكان حلمه أن يصبح طبيب أسنان. كغيره من الشباب الطموحين، بحث خليل عن مكان يتيح له دراسة تخصصه بأقل تكلفة ممكنة، فقرر التوجه إلى الهند، البلد المعروف بجامعاته المتنوعة وتكاليفه الدراسية المقبولة. غادر بلده متحمسًا، تاركًا خلفه أهله وأصدقائه، ليبدأ رحلة جديدة في حياة مختلفة تمامًا.
هذا الشخص الذي ترونه في الصورة تم تداول صوره مؤخراً من قبل صفحات تدّعي بأن الطالب الفلسطيني الذي صار إله الهنود، ولكن سوف نكشف لكم الهوية الحقيقية هذا الشخص ذو اللحية والشعر الكثيفين أهو فلسطيني أو ليس كذلك ابقوا معي لاكتشاف هذه القصة.
أحداث هذه القصة
بداية قصة الطالب الفلسطيني في الهند
عندما وصل خليل إلى مدينة مومباي، استقل القطار ليذهب إلى الجامعة التي اختارها، والتي كانت تقع في مدينة بعيدة عن مومباي. خلال رحلته بالقطار، مر بالعديد من القرى الهندية الصغيرة. وفي إحدى هذه القرى، كانت تحدث أشياء غريبة وغير عادية. كان أهل القرية يتبعون رجلًا يعتقدون أنه إله، وكان عدد أتباعه يفوق الملايين. هذا الرجل أخبرهم قبل وفاته أن الألوهية ستنتقل إلى شخص آخر بعد موته، وأن عليهم انتظار هذا الشخص في محطة القطار القريبة.
وضع الرجل المحتضر معايير ومواصفات لهذا “الإله الجديد”: سيكون غريبًا عن القرية، متعلمًا، بشعر أشقر، ويتحدث العربية بطلاقة. على الرغم من استغراب القرويين من هذه المواصفات غير المعتادة، إلا أنهم وثقوا بوصية الرجل وانتظروا الإله الجديد بفارغ الصبر.
من طالب فلسطيني للعلم إلى إله أحد أساطير الهند
بعد وفاة الرجل، احتشد سكان القرية في محطة القطار منتظرين وصول الإله الجديد. وعندما وصل خليل، الذي لم يكن يعلم شيئًا عن هذا كله، إلى المحطة، نزل ليستريح قليلاً قبل استكمال رحلته. فجأة، هبَّت جموع من الناس نحوه، ترحب به بحرارة لم يتوقعها. بدأوا في تقبيل يديه وقدميه، وهم يهتفون ويخشعون أمامه. في البداية، صُدم خليل باعتباره مجرد طالب فلسطيني من هذا الاستقبال الغريب، لكنه لم يفهم ما يحدث، وحاول إبعادهم واستكمال طريقه.
لكن القرويين كانوا مصرين؛ حملوه على أكتافهم، وأخذوه إلى معبدهم المقدس. وضعوه على كرسي الرجل الذي كانوا يعبدونه، محاطًا بالزهور والفواكه، وخروا أمامه سجودًا. لم يستطع خليل مقاومة هذا القدر الهائل من العبادة والاحترام، وقرر أن يتفاعل مع الموقف لفهم ما يجري.
اقرأ أيضاً:
بن دلاج الجزائري بين أخطر الهاكرز بالعالم..ماذا يخبئ لأمريكا وإسرائيل بعد 7 أعوام!؟
ماذا تعرف عن يأجوج ومأجوج ؟من هم ومن أين سيخرجون؟ وكيف سيظهرون؟
قصة أيمن سنباي أسرار Aymen Senpai لمبغاكش تعرفها 😱 هادشي لوقع وراء الكواليس
بالمغرب : سحر التفريق في هدية الزفاف .. لن تصدق ماذا حدث للعروسين بعد ذلك
من الخوف إلى بدأ تقبل الأمر ومسايرة الهنود في أساطيرهم
سرعان ما أدرك خليل أن هؤلاء الناس يعتقدون أنه هو الإله الذي أوصى به الرجل المتوفى. كانت مواصفاته تتطابق بشكل دقيق مع تلك التي أعطاها الرجل لأتباعه، بدءًا من كونه غريبًا عن القرية، وصولاً إلى معرفته بالعربية. ومع مرور الوقت، بدأ خليل يعتاد على هذه الحياة، بل وقرر أن يستفيد منها. شعر وكأنه في نعيم مطلق، حيث يتبعه الملايين ويعاملونه كإله. تخلى عن حلمه في دراسة طب الأسنان، وأعلن نفسه الإله الجديد.
شهرة تلاها عودة إلى الديار و وداع للهند
ومع مرور السنين، ازداد عدد أتباع خليل بشكل كبير. أصبح حديث الهند، ووصلت شهرته حتى إلى أنديرا غاندي، رئيسة الحزب الوطني في ذلك الوقت. كانت أنديرا تبحث عن دعم من بعض الشخصيات الدينية المؤثرة، وحاولت إقناع خليل بأن يدعم حملتها الانتخابية، لكنه رفض بشدة، مؤكدًا أنه لا يرغب في الانخراط في السياسة.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد؛ أنديرا اتصلت بالرئيس الفلسطيني آنذاك، ياسر عرفات، وأخبرته بقصة الشاب الفلسطيني الذي أصبح إلهًا في الهند. صُدم عرفات وغضب بشدة من سلوك خليل وادعاءاته. قرر الرئيس أنه يجب إعادة خليل إلى بلده بأي ثمن باعتباره طالب فلسطيني يجب أن يكمل دراسته وأن يتجنب الوقوع في فخ الشيطان كي لا يصير طاغوتاً يعبد دون الله عز وجل، فاستعان بالرئيس الليبي معمر القذافي الذي وافق على المساعدة.
بالفعل، نجحت الجهود في إعادة خليل إلى فلسطين، حيث فقد كل ما اكتسبه من أتباع وألوهية في الهند. عاد خليل إلى أرضه، وقد أدرك أخيرًا أن كل ما حدث كان سرابًا. استعاد إيمانه بالله عز وجل، وأصبح يعيش حياة مختلفة تمامًا عن تلك التي عاشها في الهند بعد أن سافر ليكون طالب فلسطيني مغترب عن البلد راغباً في العلم، متفكرًا في دروسها ونتائجها.
مدى مصداقية هذه القصة
قصة الشاب الفلسطيني خليل الذي يُقال إنه سافر إلى الهند ليُكمل دراسته وتم عبادته من قبل سكان إحدى القرى، تبدو أقرب إلى الأساطير أو الروايات المبالغ فيها، ولا يوجد أي دليل موثوق أو مصادر تاريخية تثبت صحة هذه الحادثة.
بعد الفقرة التالية سأكشف لكم حقيقة الشخصية التي تم وضع صورتها في هذه القصة وسنكشف حقيقة من هو هذا الشخص ذو الشعر الكثيف واللحية الكثيفة، أهو فعلاً شخص فلسطيني أم أنه شخص هندي والقصة مفبركة.
هذه القصة انتشرت على بعض المدونات ووسائل التواصل الاجتماعي، لكنها لم تُؤَكَّد عبر مصادر موثوقة. على سبيل المثال، موقع GrandLB يذكر القصة ضمن سياق سياسي ساخر، حيث تُستخدم أحيانًا لتوضيح حالة بعض القادة السياسيين الذين يرون أنفسهم فوق المساءلة أو في مرتبة أعلى من الناس، ولا يُقدَّم لها أي دليل حقيقي يثبت وقوعها فعلاً(GrandLB).
لذا، يمكن القول إن القصة تظل ضمن الإطار القصصي أو الرمزي، وربما تكون قد استُخدمت كحكاية نقدية بدلاً من أن تكون واقعة حقيقية.
التحري لكشف حقيقة هذه الشخصية وهويته الحقيقية
بعدما عرفت أن هذه القصة تتحدث عن شخص فلسطيني وتم تناول شخصيته بشكل سلبي للإساءة إلى الفلسطينيين، وكما ترون فإن الإعلام صار غالباً ما يحاول تلفيق التهم بكل شعب أو كيان أو شخص يعادي الأعداء الصهاينة وحلفائهم، فكان لزاماً علينا عدم تصديق أية سيناريوهات تقال على وسائل الإعلام حتى يتم التأكد منها والتثبت منها.
كشف مدى زيف حقائق هذه القصة
بعد مجموعة من عمليات البحث على الإنترنت تبين أن هوية الشخص الذي تم استخدام صورته في هذه القصة أنه ليس فلسطينياً بل هو شخص هندي ولادة ونشأة، وقصته غريبة فعلاً وما تم سرده في القصة بعضه صحيح وبعضه خاطئ، قصة الألوهية صحيحة فعلاً لأن هذا الشخص الهندي استغل جهل أتباعه الذين يقدرون بالملايين داخل الهند.
وأما ما هو خاطئ ومزيف في هذه القصة هو أنه ليس فلسطينياً وكذلك أنه لم يتم ترحيله من قبل ياسر عرفات ولا من قبل معمر القذافي فهذه بيانات خاطئة.
وقد تم نشر هذه القصة الزائفة عن ها الشخص وجعل صفة فلسطيني مرتبطة به وهو ليس كذلك، من قبل شخص مدون أو مجموعة أشخاص يعملون على مواقع إلكترونية تنشر محتويات قصص مزيفة بهدف ركوب أمواج المحتوى الشائع أو الترند وجلب أكبر عدد من الزيارات والمتابعين للموقع، كما يتم استخدام مجموعات الفيسبوك للترويج لهذه المقالات المزيفة للحقائق من أجل دراهم معدودة على حساب الشرفاء الفلسطينيين الأعزاء، لذلك لن نتسامح مع من يسيء لإخواننا في فلسطين المحتلة.
هذا هو الموقع الناشر للقصة المزيفة لن نروج له كي لا ندعمه لذلك لم أضع رابطه المباشر، ويكفي أن تعرفو اسمه لتجنبه عند دخوله يوماً ما:
كما ترون في هذه الصورة صفحة القصة على الموقع الناشر لهذه القصة المزيفة التي تشوه صورة الفلسطينيين واتهامهم بكونهم يرضون بأن يصيرون طاغوتاً يعبد من دون الله عز وجل وهم عكس ذلك، بل هم أكثر منا إيمانا ويقيناً وحبا لله عز وجل.
وهذه صورة توضح طريقة ترويج هؤلاء للمواقع الخاصة بهم عبر مجموعات الفيسبوك:
إذاً فمن هو هذا الشخص وما هو مآله؟
عند البحث باستخدام الصور المرفقة في المقال المزيف عبر خاصية التعرف على الصورة المعتمدة على الذكاء الإصطناعي في محرك بحص جوجل للصور تبين بأن هذه الصور ترجع إلى شخص مشهور هندي الأصل سوف نتعرف على هويته الحقيقية من خلال الفقرة التالية.
غورميت رام رحيم سينغ، المولود في 15 أغسطس 1967، هو شخصية هندية متعددة المواهب، حيث يعمل كغورو روحي ومنتج موسيقي ومغني ومؤلف أغاني، إلى جانب كونه ممثلاً ومخرجاً. يشغل منصب زعيم المجموعة الاجتماعية ديرا ساشا سودا منذ 23 سبتمبر 1990. صنفته صحيفة “إنديان إكسبريس” ضمن قائمة أقوى 100 شخصية هندية في عام 2015، حيث احتل المرتبة 96.
بعيداً عن دوره الديني، أصدر سينغ العديد من الألبومات الموسيقية والأفلام التي غالباً ما تركز على شخصيته وتعاليمه. في معظم أعماله السينمائية، يلعب دور البطولة ويشغل مناصب المخرج وكاتب السيناريو والأغاني، لكن هذه الأعمال واجهت انتقادات لاذعة من النقاد الذين وصفوها بالدعائية واعتبروها ذات جودة متدنية.
سينغ لم يكن بعيداً عن الجدل، حيث وُجهت له اتهامات بالسخرية من السيخ والهندوس، وأيضاً من قبائل أديفاسي. علاوة على ذلك، تم اتهامه بجرائم اغتصاب وقتل وإصابات جسدية. في 25 أغسطس 2017، أُدين من قبل محكمة خاصة في هاريانا بتهمة اغتصاب امرأتين من أتباعه، وهو ما أدى إلى اضطرابات عنيفة أدت إلى مقتل 36 شخصاً وإصابة أكثر من 300. صدر عليه حكم بالسجن لمدة 20 عاماً.
يمكنكم قراءة تفاصيل أكثر عن القصة الحقيقية عبر موقع صحيفة المنار الرقمية في مقال بعنوان : القصة الكاملة لـ “مدعي النبوة” في الهند.
وهذه الصفحة الرئيسية على ويكيبيديا من هنا التي تتحدث عن مدعي النبوة أو الألوهية “غورميت رام رحيم سينغ” وهكذا يكتب اسمه بالهندية गुरमीत राम रहीम सिंह इन्साँ ، كما أنه كان من مهنه : داعية، وملحن، وغورو، ومخرج أفلام، ومغني، وممثل، وكاتب سيناريو ، واتهم في الأخير بالإغتصاب.
وفي الأخير نود التعبير عن مدى غضبنا الشديد إزاء تلفيق هذه الصفة “الوسخة” بشخصية طالب فلسطيني مقابل دولارات قليلة من الإنترنت أو ربما مقابل آلاف الدولارات من منظمات إجرامية مثل إسرائيل المحاربة للفلسطينيين الأبرياء الشرفاء.
كما أننا نبلغ تعازينا الحزينة من قلوبنا الباكية لكل من فقدوا أهاليهم في فلسطين أرض المقدس وغزة أرض العزة بالخصوص، ونسأل الله عز وجل أن يدخل فسيح جناته إخواننا الشهداء ويوفق إخواننا المجاهدين لنيل النصر بإذن الله وترجع القدس حرة وكل بلاد المسلمين.